تشهد الساحة السودانية تطورات عسكرية وسياسية متسارعة، حيث نقل الجيش السوداني طائراته الحربية إلى إريتريا المجاورة، في خطوة احترازية بعد تعرض مدينة بورتسودان لسلسلة هجمات بالطائرات المسيّرة، استهدفت مواقع مدنية وعسكرية منذ 4 مايو الماضي.
إجراءات عسكرية وقلق إقليمي
وأفادت مصادر أمنية، وفقًا لتقارير صحفية، بأن قرار الجيش جاء عقب ضربات جوية مكثفة، دفعت السلطات إلى اتخاذ تدابير لحماية الأصول العسكرية، وسط مخاوف من تصعيد محتمل.
كما كشفت زيارة وفد استخباراتي إثيوبي رفيع المستوى لبورتسودان، بقيادة رئيس المخابرات رضوان حسين والقيادي السابق في تيغراي جيتاشيو رضا، عن مخاوف متزايدة لدى أديس أبابا بشأن التقارب المتنامي بين السودان وإريتريا، في ظل تصاعد التوترات حول سعي إثيوبيا للوصول البحري عبر البحر الأحمر.
دور إريتريا في دعم السودان عسكريًا
ووفقًا لتقارير منشورة ، قدمت إريتريا دعمًا عسكريًا للسودان، تمثل في نشر سفن حربية على ساحل السودان واستضافة طائرات مقاتلة سودانية في مطاراتها، إلى جانب تدريب آلاف المقاتلين من الحركات المسلحة في دارفور، الذين انضموا لاحقًا للقوة المشتركة المشاركة في المعارك بكردفان ودارفور.
التوترات بين إثيوبيا وإريتريا تدخل مرحلة جديدة
في ظل تصاعد المنافسة الإقليمية، دخلت العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا أسبوعًا ثانيًا من التوتر العلني، حيث تصر أديس أبابا على “حقها المشروع” في الوصول إلى البحر الأحمر، مشيرة إلى ميناء عصب الإريتري، الذي تعتبره أسمرة “رمزًا للسيادة الوطنية” وترفض التفاوض بشأنه.
وحذرت مصادر دبلوماسية سودانية من أن الأزمة الحالية قد تؤدي إلى إعادة تشكيل التحالفات في القرن الأفريقي، رغم أن المواجهة العسكرية المباشرة بين إثيوبيا وإريتريا لا تزال غير مرجحة.
إثيوبيا تسعى للوساطة بين السودان والإمارات
إلى جانب التوترات الإقليمية، تعمل إثيوبيا على لعب دور الوسيط بين الخرطوم وأبوظبي، بهدف إعادة العلاقات بين السودان والإمارات، التي واجهت اتهامات بتقديم دعم لقوات الدعم السريع منذ بداية النزاع.
وأكد مسؤول سوداني أن إثيوبيا بدأت إعادة تقييم موقفها تجاه الأزمة السودانية، بعدما تبنت في البداية موقفًا متشددًا ضد القيادة العسكرية السودانية، مشيرًا إلى أن جهود الوساطة قد تساعد في تخفيف حدة الخلافات السياسية في المنطقة.
ترقب لتطورات المشهد السياسي والعسكري
مع استمرار تصاعد التوترات في السودان والقرن الأفريقي، تترقب الأوساط السياسية والعسكرية مدى تأثير هذه التحركات على مستقبل الاستقرار الإقليمي، وسط دعوات لتعزيز الحلول الدبلوماسية لتجنب أي تصعيد محتمل.