جوناثان تاه يعلن الرحيل عن باير ليفركوزن: نهاية رحلة دامت عقداً من التألق في خطوة مثّلت نهاية فصل مميز في تاريخ نادي باير ليفركوزن الألماني، أعلن المدافع الألماني الدولي جوناثان تاه رحيله عن الفريق بنهاية الموسم الحالي، وذلك بعد مسيرة امتدت لعشر سنوات حافلة بالنجاحات والعطاء المتواصل. قرار تاه يأتي بالتزامن مع نهاية عقده، حيث يغادر الفريق كلاعب حر، فاتحًا الباب أمام تحديات جديدة في مسيرته الاحترافية.
عقد من الولاء: تاه ورحلة استثنائية مع ليفركوزن
منذ انضمامه إلى صفوف باير ليفركوزن عام 2015 قادمًا من نادي هامبورغ، أثبت جوناثان تاه نفسه كأحد أكثر المدافعين ثباتًا وتأثيرًا في الدوري الألماني. بفضل قوته البدنية، قدرته على قراءة اللعب، وقيادته لدفاع الفريق، أصبح عنصرًا لا غنى عنه في التشكيلة الأساسية.
طوال السنوات الماضية، خاض تاه أكثر من 300 مباراة بقميص ليفركوزن في مختلف المسابقات، وأسهم بشكل كبير في ترسيخ مكانة النادي كأحد كبار البوندسليغا.
موسم تاريخي يُكلل بمجد الثنائية
ولعل أبرز لحظة في مسيرة تاه مع ليفركوزن كانت خلال الموسم الماضي، حين لعب دورًا محوريًا في تتويج الفريق بلقب الدوري الألماني (البوندسليغا) للمرة الأولى في تاريخه، إضافة إلى تحقيق كأس ألمانيا. لم يقتصر دوره على الدفاع فحسب، بل كان قائدًا في الملعب وخارجه، مشاركًا في ترسيخ الروح الجماعية والانضباط التكتيكي الذي ميز أداء الفريق تحت قيادة المدرب تشابي ألونسو.
لحظة الإعلان: مشاعر مختلطة ووداع مؤثر
بعد تعادل الفريق بنتيجة 1-1 أمام سانت باولي، في مباراة أقيمت مؤخرًا ضمن منافسات البوندسليغا، خرج تاه ليؤكد خبر رحيله. وفي تصريحات مؤثرة، قال:
“لقد كانت سنوات لا تُنسى هنا. فخور بكل ما أنجزناه معًا. الآن أشعر أن الوقت قد حان لخوض تحدٍ جديد.”
وأضاف: “سأظل ممتنًا لهذا النادي، لجماهيره، ولكل من ساندني طيلة السنوات الماضية. لقد منحتوني الثقة والدعم، ولن أنسى ذلك أبدًا.”
أسباب الرحيل: طموح جديد أم تحدٍ خارجي؟
رغم عدم كشف تاه عن وجهته المقبلة، فإن الحديث عن رغبته في خوض تجربة جديدة خارج ألمانيا ليس جديدًا. فقد ارتبط اسم المدافع الدولي بعدة أندية أوروبية بارزة، من بينها أندية من الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الإسباني.
ويبدو أن اللاعب، البالغ من العمر 29 عامًا، يرى أن هذا هو الوقت المناسب للانتقال إلى تحدٍ جديد، وربما اللعب في دوري آخر قبل بلوغه الثلاثين، وهي خطوة منطقية بالنسبة للعديد من اللاعبين الذين يسعون لتجربة احترافية متنوعة.
ماذا يعني رحيل تاه لباير ليفركوزن؟
رحيل قائد الدفاع يشكل بلا شك خسارة فنية ومعنوية للنادي. فتاه لم يكن مجرد لاعب في التشكيلة، بل كان ركيزة أساسية في خط الدفاع، وعنصرًا قياديًا في غرفة الملابس. ومع انتقاله، ستحتاج الإدارة الفنية إلى إيجاد بديل قادر على ملء هذا الفراغ، سواء من داخل الفريق أو من خلال التعاقد مع مدافع جديد.
من الناحية التكتيكية، سيضطر تشابي ألونسو إلى إعادة ترتيب الأوراق الدفاعية، خصوصًا إذا قرر مواصلة اللعب بنفس الأسلوب الذي جلب النجاح الكبير للفريق الموسم الماضي.
نظرة على مسيرته الدولية
على المستوى الدولي، مثّل تاه المنتخب الألماني في عدة مناسبات، وشارك في بطولات كبرى مثل دوري الأمم الأوروبية وكأس العالم. ورغم عدم ثبات مكانه في التشكيلة الأساسية للمانشافت، إلا أنه ظل خيارًا موثوقًا للمدربين الذين تعاقبوا على قيادة المنتخب.
وقد تساهم تجربته المقبلة، خاصة إذا كانت في دوري أوروبي كبير، في تعزيز فرصه بالعودة إلى التشكيلة الأساسية لمنتخب ألمانيا، خصوصًا مع اقتراب بطولة كأس أوروبا 2028.
كيف تودع الجماهير نجمها المحبوب؟
منذ إعلان رحيله، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي برسائل الشكر والامتنان من جماهير ليفركوزن. البعض اعتبره رمزًا من رموز الوفاء، فيما رأى آخرون أنه أحد أبرز من ارتدوا قميص النادي في العقود الأخيرة.
ومن المتوقع أن يشهد آخر ظهور له على ملعب باي أرينا لحظات مؤثرة، حيث تتحضر جماهير ليفركوزن لتوديعه بطريقة تليق بمسيرته الطويلة والمميزة.
الوجهة القادمة: أين سيحط الرحال؟
رغم الغموض الذي يلف مستقبل اللاعب، إلا أن بعض التقارير الصحفية رجحت اهتمام أندية مثل مانشستر يونايتد، آرسنال، وأتلتيكو مدريد بخدماته. وقد يتم الإعلان عن وجهته خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مع فتح سوق الانتقالات الصيفية.
من المؤكد أن تاه سيجذب الأنظار، ليس فقط بفضل خبرته ومهاراته، ولكن أيضًا لكونه متاحًا بشكل حر دون الحاجة لدفع قيمة انتقال، وهو ما يمثل صفقة مغرية لأي نادٍ يسعى لتعزيز دفاعاته.
خلاصة: نهاية جميلة وبداية جديدة
رحيل جوناثان تاه عن باير ليفركوزن يمثل نهاية مشوار مميز، لكنه في ذات الوقت يحمل بدايات جديدة واعدة.
اللاعب الذي قضى عقدًا من الزمن يدافع عن ألوان ليفركوزن، ويكتب اسمه في سجلات التاريخ الكروي للنادي، يستعد الآن لكتابة فصل جديد في مسيرته الاحترافية.
وبين دموع الوداع وطموحات المستقبل، يبقى تاه مثالاً للاعب المحترف، المخلص، والطموح، الذي ترك بصمة لا تُنسى في قلوب عشاق باير ليفركوزن، وفي ذاكرة البوندسليغا