منافسة شرسة: ريال مدريد يُشعل سباق اللقب بفوز غالٍ على خيتافي حقّق نادي ريال مدريد فوزًا مهمًا وثمينًا على مضيفه خيتافي بهدف دون رد، في المباراة التي جمعتهما مساء الأربعاء ضمن منافسات الجولة الثالثة والثلاثين من الدوري الإسباني لكرة القدم “لا ليغا”. بهذا الانتصار، عزّز الفريق الملكي حظوظه في مواصلة مطاردة غريمه التقليدي برشلونة على صدارة الترتيب.
أردا غولر يخطف الأضواء
شهدت المباراة تألقًا لافتًا للنجم التركي الشاب أردا غولر، الذي وقّع على هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة 21 من زمن الشوط الأول، ليمنح ريال مدريد ثلاث نقاط غالية في مشواره نحو اللقب. وكان هدف غولر هو الأول له في الدوري الإسباني هذا الموسم بقميص “الميرينغي”، ما أضفى أهمية خاصة على مشاركته، خاصة أنه لا يحظى بعدد كبير من الدقائق مقارنةً ببعض زملائه في الفريق.
قدم غولر أداءً ناضجًا وهادئًا، ونجح في ترك بصمة واضحة في اللقاء، ليُثبت مرة أخرى أنه يمتلك إمكانيات كبيرة تؤهله ليكون من الأعمدة الأساسية للفريق في المستقبل القريب.
ريال مدريد يُثبت شخصيته خارج الديار
الفوز الذي حقّقه ريال مدريد على ملعب “كوليسيوم ألفونسو بيريز” يُعد من الانتصارات التي تُظهر شخصية الفرق الكبيرة، خاصة أنه جاء خارج الديار وفي توقيت حاسم من الموسم، حيث تشتد المنافسة على لقب الليغا.
برصيد 72 نقطة، حافظ ريال مدريد على مركزه الثاني في جدول ترتيب الدوري الإسباني، مقلّصًا الفارق مع المتصدّر برشلونة إلى أربع نقاط فقط، مع تبقّي عدد من المباريات الحاسمة التي قد تحدّد هوية البطل.
دفاع قوي وأداء منضبط
عانى ريال مدريد خلال فترات من الموسم من بعض المشاكل الدفاعية والإصابات التي ضربت خط ظهره، إلا أن مباراة خيتافي شهدت استقرارًا دفاعيًا جيدًا. تمكّن رجال المدرب كارلو أنشيلوتي من الحفاظ على نظافة شباكهم للمباراة الرابعة على التوالي، في إشارة إلى تطور الجانب الدفاعي في الأسابيع الأخيرة.
قاد الألماني أنطونيو روديغر والفرنسي فيرلان ميندي خط الدفاع ببراعة، ونجح الحارس الأوكراني أندري لونين في التصدي لمحاولات خيتافي المحدودة، مما ضمن المحافظة على التقدّم حتى صافرة النهاية.
خيتافي يعاني من غياب الفاعلية الهجومية
على الجانب الآخر، لم يتمكّن خيتافي من استغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة إيجابية أمام ضيفه الثقيل. الفريق الأزرق بدا عاجزًا عن صناعة الفرص الحقيقية، واكتفى بمحاولات فردية لم تُشكل خطورة تُذكر على مرمى ريال مدريد.
وبتجمّد رصيده عند 39 نقطة، ظل خيتافي في المركز الثالث عشر، ما يُشير إلى أن الفريق ما زال بحاجة إلى تحسين نتائجه لتفادي التراجع أكثر في سلم الترتيب مع اقتراب نهاية الموسم.
المنافسة تشتعل في الدوري الإسباني
إلى جانب مباراة ريال مدريد وخيتافي، شهدت الجولة 33 من الدوري الإسباني مباريات مثيرة أسفرت عن تغييرات مؤثرة في الترتيب العام.
• أتلتيك بيلباو حقّق فوزًا مهمًا على لاس بالماس بنتيجة 1-0، ما يعزّز فرصه في المنافسة على مقعد أوروبي في الموسم المقبل.
• سيلتا فيغو قدّم عرضًا هجوميًا رائعًا وسحق فياريال بثلاثية نظيفة، ليبتعد مؤقتًا عن مناطق الهبوط.
• ديبورتيفو ألافيس فاجأ الجميع بفوزه على ريال سوسييداد بهدف دون رد، ليؤكد أن الفرق الصغيرة قادرة على قلب المعطيات في الليغا.
صراع اللقب يدخل مرحلته الحاسمة
مع بقاء خمس جولات على نهاية الدوري الإسباني، يشتد الصراع على اللقب بين برشلونة المتصدّر وريال مدريد المطارد المباشر. الفارق الحالي أربع نقاط فقط، وكل نقطة ستكون ثمينة في قادم الجولات.
ريال مدريد يعتمد على مزيج من الخبرة والشباب، بالإضافة إلى دعم جماهيره الكبيرة، فيما يسعى برشلونة للحفاظ على استقراره الفني وتحقيق اللقب الغالي تحت قيادة مدربه تشافي هيرنانديز.
مستقبل أردا غولر في ريال مدريد
تُعدّ مشاركة أردا غولر أمام خيتافي وهدفه الحاسم خطوة إيجابية نحو تأكيد أحقيته بالحصول على فرصة أكبر في تشكيلة ريال مدريد. النجم التركي الشاب انتقل إلى الفريق الملكي وسط توقعات كبيرة، ورغم الإصابات التي عطّلت بدايته، إلا أن إمكانياته الكبيرة بدأت تتضح للجماهير والمدرب.
قد يكون غولر أحد مفاجآت ريال مدريد في الموسم المقبل، خاصة إذا واصل العمل والتطور بنفس النسق، وهو ما يجعل المتابعين يترقّبون أداءه في قادم المباريات.
هل ينجح ريال مدريد في خطف لقب الليغا؟
تبقى الإجابة على هذا السؤال مرهونة بنتائج الجولات القادمة، ولكن ما لا شك فيه هو أن ريال مدريد يملك المقوّمات اللازمة لتحقيق اللقب. الفريق يمتلك لاعبين على أعلى مستوى، ومدربًا خبيرًا في إدارة المواقف الصعبة، إضافة إلى عقلية الفوز التي تميّز “الميرينغي” على مرّ التاريخ.
إذا واصل ريال مدريد تحقيق الانتصارات، ونجح في استغلال أي تعثر محتمل لبرشلونة، فقد نكون على موعد مع نهاية مشوّقة لموسم الدوري الإسباني.
⸻
خاتمة
يمثّل فوز ريال مدريد على خيتافي خطوة كبيرة في طريق ملاحقة برشلونة على صدارة الليغا. هدف أردا غولر لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل رسالة قوية بأن الفريق لا يزال يؤمن بفرصته في التتويج. وبينما تشتعل المنافسة في قمة الترتيب، تزداد إثارة الدوري الإسباني، ويبدو أن الجماهير ستكون على موعد مع جولات أخيرة نارية لا تقل إثارة عن نهائي أي بطولة.