قال الخبير العسكري، ذو النون التجاني،، إن “الانتصارات العسكرية التي حققتها القوات المسلحة في كردفان كانت نتاج خطط واستراتيجيات قائمة على تحقيق التوازن التسليحي والإمداد البشري الذي تفوقت به مليشيا الدعم منذ بداية الحرب، نتيجة للتخطيط والتجهيز طويل الأمد الزمني الذي استغرق أكثر من أربع سنوات”.
وأشار التجاني في تصريحات لـ”العربي الجديد”إلى أن تمدد “الدعم السريع” في مساحات واسعة و”الاتجاه نحو سلب الغنائم والسرقة بكل أشكالها وممارسة أبشع الجرائم، جعلها تحيد من هدفها الأساسي نحو أهداف ثانوية لا تخدم ما تم إشعال الحرب من أجله”. وأضاف أن “فقدان وحدة القيادة والسيطرة كان عامل من الأهمية بمكان لجعل المليشيا جزراً معزولة تلاحق الأهداف الثانوية بصورة مستمرة”.
وبرأيه فإنه في ظل تلك الاستراتيجيات، كانت القوات المسلحة تزيد من عزلة مناطق انتشار المليشيا، وتجعلها في حالة انشغال مستمر بحيث لا تستطيع التوقف وإعادة النظر في المسار المقودة إليه.
وباعتقاده فإنه “بقراءة العمليات العسكرية في كردفان الكبرى نجدها تأخذ المنحى نفسه بإحداث اختراقات استراتيجية تعزل بعض المناطق عن بعض، ثم تحقيق انتصار عسكري كاسح، يدخل الرعب في عناصر المليشيا، ما يضعف من قدرتهم على الصمود والدفاع عن المناطق التي ينتشرون فيها”. يعقب ذلك بحسب التجاني “استهداف أي قوات متحركة لتعزيز دفاعات المليشيا”، موضحاً أنه “في ظل مسار العمليات ومسارحها المتعددة توقفت المليشيا عن مجاراة وتيرة العمليات العسكرية المتغيرة وغير المتوقعة”.
وبحسب التجاني فإنّ “سقوط معاقل المليشيا وهزيمتها وفق هذه الاستراتيجيات أمر حتمي ويمكن إدراكه في الأفق المنظور بلا شك”، لافتاً إلى أنه “خلال الفترة القليلة المقبلة يمكن القول إن معركة دارفور ستحسم 60% منها في كردفان، وذلك للاستنزاف المستمر الذي أحدثته القوات المسلحة بقوات المليشيا، والعتاد العسكري الكبير الذي خلفته وراءها عند هروبها”. أسهم ذلك في “تقوية الآلة العسكرية للجيش الذي تجاوز خلال عامين كثيراً من عقبات التسليح والقيود المفروضة على الدولة السودانية”.