تجددت شكاوى الحجاج السودانيين بشأن سوء الخدمات المقدمة لهم خلال موسم الحج، رغم دفعهم مبالغ طائلة تصل إلى آلاف الريالات السعودية، حيث واجهوا تحديات كبيرة تتعلق بالإقامة، التوجيه والإرشاد، فضلاً عن تأخير رحلات العودة إلى السودان، مما أثار استياءً واسعًا ودعوات للتدخل الحكومي العاجل لمعالجة هذه المشكلات المتكررة.
خدمات دون المستوى رغم الوعود المقدمة
وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وثقت معاناة الحجاج، الذين أكدوا أنهم لم يحصلوا على الخدمات الأساسية المفترض أن تكون جزءًا من باقة الحج التي دفعوا مقابلها.وأشار بعض الحجاج إلى أن الفنادق التي تم توفيرها تفتقر إلى أبسط مقومات الراحة، مثل وجود ثلاجات في الغرف، إلى جانب غياب التوجيه والإرشاد اللازمين، وهي مشكلات تكررت في بعثات الحج السودانية خلال السنوات الماضية دون حلول ملموسة.
تأخير الرحلات يزيد من المعاناة
ولم تقتصر المعاناة على سوء الخدمات، بل امتدت إلى تأخير سفر الحجاج عند العودة إلى السودان، حيث أفاد حجاج من ولايتي شمال كردفان وشمال دارفور أنهم اضطروا للانتظار في مطار جدة لمدة أربعة أيام بسبب عدم التزام شركة الطيران بمواعيد السفر المحددة.
وأشاروا إلى أن السلطات اضطرت لاحقًا إلى استئجار طائرة أخرى لنقلهم، مما أدى إلى تفاقم معاناتهم، خاصة كبار السن الذين واجهوا مشاكل صحية نتيجة الانتظار الطويل.
اتهامات بالفساد والمطالبة بإصلاحات جذرية
ويرى العديد من الحجاج أن هناك فسادًا كبيرًا وإهمالًا متعمدًا من قبل المسؤولين عن تنظيم الحج، متهمين الجهات المعنية بالتقصير في أداء مهامها وعدم تقديم الخدمات الأساسية رغم الرسوم العالية.
وتثير هذه الاتهامات تساؤلات حول آلية إدارة بعثات الحج وكيفية التعامل مع أموال الحجاج، وسط مطالب بإجراء تحقيق شامل لضمان المساءلة والشفافية.
دعوات لمحاسبة المسؤولين وتحسين الخدمات
في ظل هذه التحديات المتكررة، طالب الحجاج وعائلاتهم الحكومة السودانية بالتدخل العاجل لمعالجة أوجه القصور، وضمان حقوق الحجاج وفقًا للقوانين المحلية والتشريعات الإسلامية.
كما دعا ناشطون إلى إجراء إصلاحات جذرية في إدارة بعثات الحج، مشيرين إلى أن استمرار هذه المشكلات دون حلول سيؤثر سلبًا على تجربة الحجاج السودانيين، ويعكر صفو أداء المناسك الدينية.